في لفتة إنسانية مؤثرة.. عميد كلية أصول الدين بالأزهر يواسي طالبًا إندونيسيًا فقد والده قبل الامتحان

في موقف إنساني لاقى إشادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بادر الدكتور محمود محمد حسين، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، بمواساة الطالب الإندونيسي "محمد هيندرينا"، بعد أن فوجئ به يبكي داخل لجنة الامتحانات، عقب تلقيه نبأ وفاة والده فجر اليوم في بلده إندونيسيا.

الواقعة التي شهدتها الكلية اليوم لم تمر مرور الكرام، حيث قرر العميد أداء صلاة الغائب على روح والد الطالب برفقة عدد من أعضاء هيئة التدريس، في لفتة جسدت معاني الرحمة والتكاتف التي يحرص الأزهر على ترسيخها في نفوس طلابه، لا سيما الوافدين منهم.

وفي أول تعليق له على ردود الفعل التي أثارها الموقف، أوضح الدكتور محمود حسين أن انتشار الصور والمشاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان مفاجئًا، مشيرًا إلى أن المبادرة كانت تلقائية، والهدف منها توجيه رسالة إنسانية مفادها أن كلية أصول الدين تقف دومًا إلى جانب طلابها، تشاركهم الأفراح والأحزان، وتعزز شعورهم بالانتماء للمؤسسة الأزهرية ولمصر.

وأكد عميد الكلية، أن رعاية الطلاب الوافدين تحظى بأولوية قصوى من إدارة الكلية، تنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يوصي دائمًا بضرورة تقديم الدعم النفسي والمادي للطلاب المغتربين، إضافة إلى المتابعة المستمرة من فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، فيما يخص شؤون الطلاب واحتياجاتهم اليومية.

وتابع: "نحمد الله أن هذه اللفتة أسهمت في تخفيف ألم الطالب وقللت من حزنه، خاصة وأنه يعيش بعيدًا عن أسرته طلبًا للعلم، وكان من المهم أن يشعر بوجود من يواسيه ويقف بجانبه في هذه اللحظة الصعبة".

واختتم الدكتور محمود حسين حديثه بالتأكيد على أن كلية أصول الدين بالقاهرة تمثل بيتًا لكل طلابها، وتعمل على ترسيخ القيم الإسلامية في التعامل، وعلى رأسها الرحمة والتراحم، مشيرًا إلى أن الكلية تأمل أن يعود طلابها الوافدون إلى بلادهم وهم يحملون صورة مشرّفة عن الأزهر الشريف ومصر، ليكونوا سفراء محبة وسلام في أنحاء العالم.

هذا الموقف الإنساني يعكس الوجه الحقيقي للأزهر، ليس كمؤسسة علمية فقط، بل كحاضنة تربوية واجتماعية تسعى لغرس معاني الأخوة والتضامن في نفوس أبنائها.